هَذا شُباطٌ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
هَذا شُبَاطٌ بِوَجهٍ غيرِ مُنْفَرِجٍ … لا شَمْسَ تَبدو و إنْ بانَتْ فَفِي خَجَلِ
فالطّقسُ قاسٍ له قلبٌ صلابَتُهُ … فيهِ جَليدٌ يَسوقُ النَّفسَ لِلوَجَلِ
مِنَّا حَنِينٌ لآذَارٍ و ذَا حُلُمٌ … حيثُ الرَّبيعُ على وعدٍ مِنَ الأمَلِ
يَصفُو مناخٌ وطَقسٌ في حرارتِهِ … يَحنُو لَطِيفًا فَيَدْعُونَا إلى العَمَلِ
مَهْلًا شُباطُ الذي بالخَوفِ كَبَّلَنَا … بَرْدًا و ثَلْجًا يُحِسُ الجِسمُ بِالثِّقَلِ
مِمَّا بِقَطسٍ فإنّ الكونَ مُنْهَمِكٌ … في نَشْرِ كَمٍّ مِنَ الأمراضِ و العِلَلِ
أرجوكَ اِرْحَلْ لقد أصبحتَ في نَظَرِي … ضَيفًا ثَقِيلًا على الأقوامِ و المِلَلِ
آذارُ آتٍ بِما مِنْ طِيبِهِ أثَرٌ … بَدْءُ الرّبيعِ بِهِ الزِّيناتُ في حُلَلِ
يَحْلُو نَسيمٌ ونُورُ الشَّمسِ في ألَقٍ … يَحْنُو كَريمًا فلا يُبْقِي على كَسَلِ.